Saturday, October 27, 2007

هل تسحب سينما الوجوه الجديدة البساط من تحت أقدام النجوم؟

بعدما أصبحوا ظاهرة أخذةهل تسحب سينما الوجوه الجديدة البساط من تحت أقدام النجوم؟
بعدما أصبحوا ظاهرة أخذةهل تسحب سينما الوجوه الجديدة البساط من تحت أقدام النجوم؟ حسين القلا: لم أتعمد كسر احتكار النجوم وأردت فقط أبطالاً في الأعمار الحقيقية للشخصيات ليصدقها الجمهور عماد البهات: قلة عدد النجوم وكثرة مشاغلهم تعوق جمعهم في موضوع واحد بطولته جماعية هاني جرجس فوزي: النجوم يفضلون السينما مضمونة النجاح الجماهيري وغير مستعدين لتقديم أنماط سينمائية جديدة «علاقات خاصة»، «بلد البنات»، «توتي فروتي»، «الماجيك»، «إي.يو.سي» كلها أفلام أبطالها من الوجوه الجديدة سنراها في الشهور القليلة القادمة. فما أسباب ظهور موجة الوجوه الجديدة بكثافة علي شاشة السينما وهي الموجة التي بدأت بفيلمي أوقات فراغ، واستغماية. وما مدي نجاح هذه التجربة وإسهامها في حل مشكلات السينما المصرية. هذا ما ناقشناه في السطور التالية.يقول المنتج حسين القلا صاحب التجربة الرائدة أوقات فراغ. المرء لا يستطيع أن يمنع الدنيا من التطور إلي أن تقوم الساعة، فلو لم أقم بذلك سيقوم به غيري. ولذلك فتجربتي في سياق طبيعة الأمور وليست خارجة. ولو استعرضتي اليوم فنانينا ومخرجينا العظماء وأنا أيضا ، تجدين أننا وصلنا إلي مرحلة من العمر لابد أن يظهر معها أجيال جديدة حتي لا يحدث فراغ في الحياة.ويؤكد القلا أنه لم يخطر بباله كسر احتكار النجوم وتدخلهم في العمل الفني. وأن كل ما كان يشغله هو أن يقدم فيلم صح، بمخرج وكاست صح. فمن الصعب أن يقوم نجم عمره 3 عاما بأدوار البطولة في الفيلم الذي تتراوح أعمار أبطاله بين 16 و3 عاما، حيث لن يصدقهم الجمهور .ويشير أنه لا يستطيع من الناحية المادية أن يقوم باحتكار نجم أو نجمة ولا حتي الوجوه الجديدة التي قدمها في أوقات فراغ. كما أنه لا يري السينما بهذه الطريقة رغم أنه أسلوب متبع ليس فقط في مصر ولكن في العالم كله.ويؤكد عماد البهات مخرج فيلم استغماية أن بعض الموضوعات لا يمكن تقديمها بنجوم كبار ، خاصة التي تحمل بطولة جماعية.ليس فقط بسبب التكلفة ولكن لأنه لدينا خمسة أو ستة نجوم، نجم أو اكثر منهم مشغولون في أكثر من فيلم.وقد أجري البهات بروفات الفيلم لمدة شهور بعدد من النجوم منهم هند صبري ومنة شلبي وخالد أبو النجا، إلا أنه أمضي فترة انتظار طويلة بسبب انشغال هؤلاء النجوم. ولذلك أصر أن يقدم فيلمه ولو بوجوه جديدة. ويري أن أهم نتائج التجربة دخول دم جديد في السينما وقد بدأ عدد من نجوم فيلمه العمل في أفلام أخري. و يضيف هاني جرجس فوزي ، منتج فيلم استغماية وغيره من أفلام الوجوه الجديدة التي ستعرض في الفترة القادمة، إلي قلة أعداد النجوم وانشغالهم الدائم وتمسكهم بنوع معين من الأفلام الجماهيرية والتي لاقت نجاحاً من قبل وعدم استعدادهم لتقديم أنماط سينمائية أخري.مميزات وعيوبويشير البهات إلي صعوبة اختيار المخرج للوجوه الجديدة التي يتم اختبارها عدة مرات. بينما يحمل المخرج رصيداً داخلياً تجاه النجم فيعلم متي يتألق وأين مناطق أدائه العالية. والوجه الجديد ليس لديه نفس حالة الإدراك التام لأبعاد الدور، كما أن لديه عيوب قلة الخبرة بحركة الكاميرا كتحريك اليدين. والممثل المعروف تغفر له الناس خطاياه، فأحيانا يؤدي النجوم مشاهد ليست جيدة . ولكن الوجه الجديد سيقول عنه الجمهور هذا واقع.ولكن من جانب آخر يلمس البهات حماس الوجه الجديد الدائم ورغبته في العمل بكامل طاقته وتواجده الدائم واستعداده للقيام البروفات العديدة وهي مميزات كثيرة. بالإضافة إلي سهولة تشكيله في مقابل صعوبة تشكيل النجم بما لديه من آراء وأفكار عن صورته لدي الجمهور.ويؤكد محمد مصطفي أن النجم يضيف للفيلم، خاصة لو لعب الدور المناسب له، بما لديه من خبرة ومخزون سينمائي كبير. كما أنه يتمتع بحب الناس وإقبالهم. أما الوجوه الجديدة فلابد من تدريبها حتي تستطيع أن تمثل دون أن تفزعها المعدات الضخمة وزحام الاستوديو. ويحتاج الأمر إلي كثير من التوجيه والمجهود الذي لا يقوم المخرج بعشره مع نجم كبير لدية فكرة عن الموضوع وتحدث مع المخرج، مما يمثل عبئاً كبيراً جدا.ويري أن النجم يتدخل في العمل الفني عندما لا يجد مخرجاً أو منتجاً يفهم عمله، أو يلاحظ أخطاء كثيرة في السيناريو فيطالب بتغييرها. وهو في هذه الحالة يلعب دور القائد بدلا من المخرج ذي الخبرة الأقل. ويؤكد أنه لا يوجد ما يسمي بتضخم الأجور لأن المسألة عرض وطلب. فنجم مثل محمد سعد يحقق إيرادات كبيرة ومن حقه أن يرفع أجره، وهو ما سيقوم به الوجه الجديد مع نجاح أفلامه وإقبال الجمهور عليه.التوفيروينفي المنتج حسين القلا أن يكون التوفير هو أحد أسباب اختيار المنتجين للوجوه الجديدة مؤكدا أن ما يوفره الوجه الجديد يتم إنفاقه علي النواحي الفنية الأخري. فالمصاريف خلف الكاميرا هي نفسها سواء أمامي توم كروز أو أحمد حاتم. فمعي مدير التصوير سمير بهزان، و عماد الخضري، والمخرج الواعي محمد مصطفي. ويؤكد القلا أنه لايبخل علي النواحي الفنية للفيلم فمثلا أصر علي استخدام الجرافيك والتصوير بأكثر من كاميرا، وسلو موشن وهو ما يتكلف ستة آلاف جنيه إضاءة يومية لأنه يعلم ضرورة ذلك. كما أن سيارة أحمد حاتم بالفيلم تكلفت 3 ألف جنيه واستعملت في التصوير يومين أو ثلاثة فقط ورغم أنها لم تكن محددة بالسيناريو إلا أنها أسعدت المشاهد، ووصلت تكلفة التصوير بنادي الصيد 15 ألف جنيه لليوم الواحد. وكان يمكن استبداله بناد آخر خاصة أن التصوير استمر لعدة أيام، إلا أنه أصر علي احترام ذكاء الجمهور والصدق فيما يقدمه.ويشير القلا أن أبطال الفيلم أحمد حاتم وعمرو عادل وكريم قاسم أسعارهم اليوم مختلفة وأنا لن أبخسهم حقهم في فيلم الماجيك الذي يتم تصويره الآن.مغامرةورغم ذلك لا ينفي القلا أن التجربة كانت مغامرة فيقول لم أكن خائفا، كنت مرعوبا. ليس لأني لست واثقا فيما صنعته ولكن لأني كنت أخشي الصراع غير المبرر لشركات التوزيع الكبيرة في مصر. وكنت أريد أن أكسر حاجز المليونين. وهو الحاجز الذي كنت أعتبره، أنا وكبار المخرجين الذين تعاملت معهم كداوود عبد السيد وخيري بشارة، علامة للعمل الفني الجيد. كما أن بيع الفيلم للقنوات الفضائية يعوض، بالإضافة لإيراداته من الداخل، جزءاً كبيراً من تكاليف إنتاجه.ورغم أن موعد عرض أوقات فراغ 146006 أثناء مباريات كأس العالم والامتحانات وفي مواجهة الأفلام الضخمة المنافسة، فقد استطاع الفيلم أن يحقق خمسة ملايين وربع مليون من داخل مصر بينما تعدت تكاليف إنتاجه أربعة ملايين. وهي الإيرادات التي تحققت بفضل دعم الشركة العربية للإنتاج وعلي رأسها الفنانة إسعاد يونس لإنتاج وتوزيع الفيلم.ويؤكد عماد البهات أنه رغم خطورة المغامرة فهي لم تمنع فريق استغماية من تقديم الفيلم. وهي خطوة أولي ضرورية. إذ ان أي سينما في العالم تعد دائما صناعة لتيارات جديدة. ومنذ الخمسينيات وحتي السبعينيات كانت السينما في مصر متنوعة بين الاجتماعي واللايت كوميدي والسياسي ومن حق المشاهد اختيار ما يريد أن يراه. فلا يجب أن يسود نوع واحد، حتي ولو كان الكوميدي الذي نحبه جميعا، بل لابد من وجود أنواع أخري إلي جانبه.ويؤكد البهات: إن تجربة استغماية كانت تستحق أن أخوضها، وأحارب من أجل أن أقدم حلمي دون إملاء شروط أو قوانين معطلة. فكل فيلم لابد أن تدور أحداثه في شرم الشيخ، وبه رقصة وأغنية ونجم أو نجمان. وكأنها مكنة واحدة تفرز كل الأفلام. ومن الجميل أن تطلقي أي فيلم ثم تري ماذا يحدث.نتائج التجربةويقول منتج الفيلم هاني جرجس فوزي انه لم يكن يتوقع نجاحاً جماهيرياً كبيراً للفيلم. فهو فيلم فني جدا أو حالة خاصة. إلا أن نزوله في موعد السوق نايم كان أحد أسباب عدم نجاحه جماهيريا بشكل كبير، ولكن فكرة الوجوه الجديدة ليست هي السبب بدليل نجاح أوقات فراغ. ويؤكد أنه لم يستطع بعد حساب المكسب أو الخسارة لأن الفيلم يمكن أن يغطي تكلفته بعد أن تشتريه القنوات الفضائية.ويشير فوزي إلي أنه يحب أن يقدم هذه النوعية الخاصة من الأفلام مثلما قدم من قبل بحب السيما لأنها أفلام محترمة ومختلفة حتي ولو لم تنل إعجاب الجمهور. كما أنها ربما تنجح بعد ذلك مع العرض علي الفضائيات وهو ما حدث مع فيلم بحب السيما الذي انتظره المشاهدون بشغف بعد الإعلان عن عرضه علي الفضائيات.ومن جانب آخر يري البهات أن حدوتة الفيلم ليست تقليدية وأن الجمهور لا يستقبل أي حاجة جديدة بسهولة. وأن عشر نسخ للفيلم بالسوق منها أربعة أو خمسة بالمحافظات يجعل الفيلم خارج المنافسة. إلا أنه في القاهرة حقق أعلي الإيرادات في سينما بعض المولات مقارنة بأفلام أخري تجارية.ويدحض البهات الانتقادات التي وجهت للسيناريو الذي كتبه لفيلمه مشيرا إلي حصوله علي جائزة السيناريو من مهرجان قرطاج عام 004، وأيضا من المركز القومي للسينما في باريس أو السينماتيك الفرنسي أكتوبر 004. وإلي جانب اختياره للعرض بالمسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي الماضي فقد حاز الفيلم علي الاهتمام بعدة مهرجانات في الخارج كمهرجان ميلانو، ودبي، ومعهد العالم العربي بباريس، وأسبوع الفيلم بلندن.ويشير البهات إلي أن الفيلم ينتمي لنوعية سينما الحالة وهو نوع موجود في العالم خاصة فرنسا وألمانيا حيث الديالوج هو مفتاح الموقف، ولهذا جاءت ضرورة الاهتمام بالحوار الذي رأي البعض أنه جاء علي حساب الصورة السينمائية. وهناك تجارب عظيمة في إطار هذا النوع بالخارج لم يشأ حظنا أن نراها في مصر.موجة الوجوه الجديدةويقول المنتج هاني فوزي: لقد قدمت الفيلم ليس فقط لتغذية السوق بالوجوه الجديدة ولكن لكي يعرف المنتجون أنها تجربة يمكن أن تنجح ويقدموها. وهو ما حدث بالفعل إذ ان هناك عدة أفلام يتم تصويرها بأوجه جديدة الآن . وفي ذات الإطار ينتج فوزي أفلام بلد البنات، وتوتي فروتي، وعلاقات خاصة والتي سنراها في الفترة القادمة.ويري أن تجربة الوجوه الجديدة لابد أن تغير شكل السينما المصرية في السنوات القادمة.أما المخرج محمد مصطفي فيري أن هناك موجة من التقليد الركيك لـأوقات فراغ، بعض أفلامها حقق نجاحا والبعض الآخر لا. والأسباب كثيرة فقد اعتقد المنتجون أن أوقات فراغ لم يتكلف كثيرا إلا أن الأمر ليس فقط وجوهاً جديدة ولكن التصوير والنواحي الفنية للفيلم كانت مكلفة. كما استغرق التصوير ستة أسابيع مثل أي فيلم كبير. ولذلك لم تضمن الوجوه الجديدة نجاح تلك الأفلام. وكانت النتيجة أفلاماً سخيفة مستواها متدن، لم تحبها الناس.ويعتقد حسين القلا أنه لو ترك فيلمه الجديد الماجيك علامة علي مستوي حماس الجمهور للفيلم والإيرادات تكون التجربة قد ترسخت وتم فهمها بشكل سليم. فقد تم فهمها بشكل خاطئ وهذا ما أدي إلي نكسة الأفلام التالية. فلم يكن عندي فقط وجوه جديدة، لقد كان لدي أيضا سيناريو جيد. ولذلك يجب أن يعمل المنتج علي الحلقة كلها فيحسن الصرف علي الجوانب الفنية المختلفة للفيلم. ويبقي أن ننتظر لنري مدي نجاح هذه التجربة واستمرارها في السنوات القليلة القادمة. راشدة رجب

No comments: